تكوين علائق الدواجن المثالية غذائياً والمطلوبة اقتصادياً

  • أ.د/محمد الزوقري
  • نشر بتاريخ:08-11-2018
  • قراءات: 2593
 
إن الهدف الرئيسي من تكوين العلائق هو الحصول على تركيبة أو توليفة من مواد العلف عن طريق إجراء عملية ربط حسابية دقيقة بين هذه المكونات لتغطية أو تلبية الإحتياجات الغذائية للطائر من العناصر الغذائية والموصى بها من قبل الشركة المنتجة ليتمكن هذا الطائر من التعبير عن قدرة أداءه الإنتاجي المطلوب  واستعداده الوراثي طبقا لسلالته و نوعية إنتاجه. ويمكن اجراء ذلك عن طريق استخدام البرمجة الخطية بواسطة استخدام برامج تكوين العلائق باستخدام الكومبيوتر حيث تتميز هذه البرامج  بالدقة و السهولة في الاستخدام فعند  تطبيقها باستخدام نماذج البرمجة الخطية في تكوين العلائق يمكن الحصول  على علائق مثالية تغطي احتياجات الطائر الغذائية وبأقل تكلفة ممكنة باستخدام مواد العلف المتاحة لتحقيق أفضل أداء إنتاجي اي الحصول على أكثر ربحية. من المعروف أن تكاليف التغذية تشكل أكبر  نسبة من بين التكاليف الكلية للعملية الإنتاجية. لهذا تعتبر طريقة استخدام البرامج الخطية عند تكوين العلائق الأقل تكلفة و الأكثر ربحية أكثر تعقيدا إذا ما قورنت بالطريقة التقليدية اليدوية لتكوين العلائق حيث تتطلب مهارات تخصصية فائقة للوصول إلى علائق عملية واقعية بشرط توفير و إتاحة مصادر مختلفة ومتنوعة من مواد العلف لمتخصص التغذية ليتمكن من الاستفادة المثلى من هذه البرامج ليصل الى عليقة أقل تكلفة وأكثر ربحية وإلا سيكون للبرنامج فرصة أقل لتحسين اقتصاديات تكوين العليقة. هذا وهناك أنواع مختلفة من هذه البرامج منها ماهو متخصص بنوع واحد من الحيوانات و منها ما يمكن استخدامه مع مختلف أنواع الحيوانات و الدواجن.
و يحتوى برنامج تكوين العلائق على قاعدة بيانات تتكون من عدة نوافذ  تشمل مواد العلف، الاحتياجات الموصى بها للعناصر الغذائية، أسعار الخامات، التحليل الكيميائي الدقيق لكل مادة علفية وتناسب العناصر الغذائية إلى بعضها البعض كما توجد في هذه البىامج ملف لتراكيب سابقة يمكن إجراء التعديل عليها وإضافة مواد جديده.
وتشمل المكونات العلفية التى تستخدم في تغذية الدواجن و التى يتم إدخالها إلى قاعدة المعلومات ببرنامج تكوين العلائق مصادر للطاقة كالذرة و الزيوت ومصادر للبروتين النباتي ككسب فول الصويا و جلوتين الذرة و مصادر للبروتين الحيواني كمسحوق السمك بأنواعه و مسحوق اللحم و مخلوط أو بريمكس  الفيتامينات و الأملاح المعدنية والإضافات الغذائية وغير الغذائية مثل  الأحماض الأمينية ، مضادات الأعفان الفطرية ومضادات السموم الفطرية ( الأفلاتوكسينات) و الإنزيمات و غيرها.
و لاستخدام هذه البرامج لابد من توفر بعض البيانات و إدخالها للبرنامج كمدخلات مثل السلالة، ، نوعية الإنتاج بالإضافة إلى اختيار مواد العلف المتاحة و أسعارها. بحيث ترتب مواد العلف مثل الذرة الصفراء و كسب فول الصويا و الميثيونين و اللايسين و جلوتين الذرة و الردة و الحجر الجيرى و فوسفات ثنائي الكالسيوم أو أحادى فوسفات الكالسيوم و كلوريد الصوديوم و بيكربونات الصوديوم و كلوريد البوتاسيوم و غيرها إلى جانب البريمكس في النافذة الأولى أو في بعض البرامج بصورة متتالية يقابل كل منها السعر و أي محددات خاصة بالكمية المستخدمة بالإضافة إلى الحدود القصوى و الدنيا لكل مكون علفي فى العليقة و نشير هنا إلى أهمية جودة الخامات العلفية وخلوها من المسببات المرضية و السموم الفطرية و التى يجب أن لا تزيد نسبتها عن الحدود المسموح بها أما البريمكس و هو مخلوط الفيتامينات و الأملاح المعدنية فيجب الحصول عليه من مصادر موثوق منها و أن تكون خامات الفيتامينات بها من النوع المحمى و تكون خامات الأملاح المعدنية فى الصورة التى تضمن أكثر إتاحة حتى يستفيد بها الطائر. و إذا كان تحليل مواد العلف من العناصر الغذائية غير متاح فيمكن أستخدام قاعدة البيانات المتوفرة في البرنامج و لكن من يفضل دائما ان يتم تحليل محتوى المواد الخام من العناصر الغذائية كيميائيا حتى تكون العليقة الناتجة أكثر واقعية واكثر اطمئنان أو على الأقل إجراء التحليل الكيميائي للعليقة بعد تكوينها و تصنيعها للاطمئنان على محتواها من العناصر الغذائية و مدى ملاءمتها للاحتياجات الغذائية للطائر. و بعد تغذية الكومبيوتر بالمدخلات من حيث محددات العناصر الغذائية أي الاحتياجات الغذائية لهذا السلالة، يقوم الكومبيوتر بإجراء عملية البرمجة الخطية و ما ينتج عن هذه العملية المعقدة هي المخرجات و هي عبارة عن العليقة الأقل تكلفة و الأكثر ربحية، مكونات العليقة من العناصر الغذائية و أيضا مكونات مواد العلف المستخدمة بالإضافة إلى تكلفة العليقة و تكلفة كل مادة علف مستخدمة بحسب نسبة مساهمتها أو مشاركتها فى العليقة و بيانات أخرى. كما تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض العوامل لابد أن تؤخذ فى عين الاعتبار عند استخدام برامج العلائق الأقل تكلفة و الأكثر ربحية مثل وضع أكبر عدد ممكن من مواد العلف كمدخلات، و شراء مواد العلف من أماكن موثوق فيها و التى تضمن حد أدنى من تحليل العناصر الغذائية. هذا و يجب عدم استبعاد أي مكون علفي لمجرد أنه يبدو مكلفا بحيث نترك القرار وحرية الإختيار لبرنامج تكوين العلائق. كما يوصى بعدم التوسع فى المحددات بالنسبة للحدود العليا و الدنيا للخامات و بعض العناصر الغذائية و أن تكون المحددات فقط عند الضرورة القصوى لإعطاء برنامج تركيب العلائق المرونة الكافية لتكوين تركيبة أو  عليقه تفي بالاحتياجات وبأقل تكلفة ممكنة ويجب الوضع فى الاعتبار أن أهم محددات استخدام برامج العلائق الأقل تكلفة و الأكثر ربحية هو عدم قدرة برنامج تركيب العلائق على وضع استساغة مواد العلف فى حسبانه بمعنى أنه و فى بعض الحالات تكون مادة العلف اقتصادية للغاية و لكنها غير مستساغة لنوع معين من الدواجن و يمكن التغلب على هذه المشكلة بتحديد كمية هذا المادة فى المدخلات و بالتالي يتم إخبار برنامج تركيب العلائق بحدود استخدام مثل هذه المادة أو المكون من حيث الحد الأقصى للإستخدام.
و من أهم متطلبات استخدام هذا النوع من البرامج أيضا دقة المعلومات التى يتم إدخالها للبرنامج فيما يتعلق بالاحتياجات الغذائية و تحليل العناصر الغذائية بالإضافة إلى أسعار المكونات العلفية و التى يجب تحديثها دورياً و هذه الدقة بالطبع تعنى الكثير للوصول إلى عليقه أقل تكلفة و أكثر ربحية تلبى احتياجات الطائر حتى يتمكن من التعبير عن أداءه الإنتاجي المثالي و استعداده أو قدرته الوراثي طبقا لتوصية الشركة المنتجة لهذه السلاله المتخصصة بإنتاج اللحم أو البيض.

أ.د. محمد الزوقري
أستاذ تغذية الدواجن وخبير الأعلاف المشارك رئيس قسم الإنتاج الحيواني كلية الزراعة والطب البيطري 
------------------