أهمية إضافة معززات النمو (البروبايوتيك، البريبايوتيك و السنبايوتيك) الى العلائق وتأثيرها على الأداء الإنتاجي والاقتصادي للدواجن

  • أ.د . محمد الزوقري
  • نشر بتاريخ:07-12-2019
  • قراءات: 8567

إن الإهتمام بدراسة العوامل الغذائية  المؤثرة على إنتاج الدواجن تلاقي جهدا وعمل علمي أكاديمي وتطبيقي واسع ومنقطع النظير حيث تنشر نتائج هذه الأبحاث في عدة مجلات عالمية محكمة وعلى رأسها مجلة علم الدواجن الأمريكية
 (Poultry Science Journal) 

تلك المنصة العلمية الأولى في مجال الدواجن في العالم.
 مع تحريم ومنع استخدام المضادات الحيوية (Antibiotics) في إنتاج الدواجن وذلك نظرا لما تلحقه من أضرار على صحة الإنسان عند استهلاكه لمنتجات الحيوانات التي تتغذى علي هذه المضادات وذلك وفقا لتوصة الجمعية الأوروبية عام ٢٠٠٦م،  مما أضطر الباحثين والمتخصصين في مجال الدواجن لبذل مزيد من الجهود العلمية لإيجاد وتوفير بدائل لهذه المضادات الحيوية ومن هذه البدائل الموصى بها البروبايوتيك، الانزيمات، الخمائر، الأحماض العضوية ومستخلصات النباتات الطبية وغيرها.

حديثا نشرت مجلة علم الدواجن بحث حول أهمية إضافة البروبايوتيك أو ما يطلق عليها معززات النمو (Growth Promoters) ولها ثلاث منتجات جاهزة الأول يسمى بالبروبايوتيك (البكتريا النافعة) و الثاني البريبايوتيك (البيئة المثالية لتكاثر البكتيريا النافعة) والثالث هو السنبايوتيك (عبارة عن خليط من البروبايوتيك والبريبايوتيك) وتأثير إضافة هذه المعززات على إيجاد بيئة ميكروبية نافعة أو إيجاد تنوع مفيد في الفلورا الميكروبية للجهاز الهضمي للدواجن. ولتوضيح ذلك لمن ليس لديهم علم حول هذا الموضوع يجب أن نعرف ماهي معززات النمو...؟؟؟ البروبايوتيك مثلا... فالبروبايوتيك هي عبارة المنتج المصنع تجاريا بشكل مسحوق أو بودر (Powder) والذي يحتوي على البكتيريا النافعة وهذا النوع من البكتيريا يساعد على رفع الأداء الإنتاجي للطائر وذلك عن طريق المساهمة في هضم الغذاء والمحافظة على سلامة طبقة الأغشية المخاطية وطبقة الأنسجة المبطنة لجدران الجهاز الهضمي (للخملات أو الزغبات) ويمكن تشبية هذا النوع من البكتيريا بنحلة العسل التي تأخذ الرحيق وتنتج أو تعطي العسل، حيث تقوم البكتيريا النافعة بعمليات هضم وأيض خاصة بها لإنتاج ما يسمى بالبروتين الميكروبي الذي يعد في نهاية المطاف لقمة سائغة للخملات Villi وهي عبارة عن تلك الزوائد اللحمية التي توجد على بطانة الأمعاء الدقيقة للكائن الحي سواءا انسان أو حيوان والتي من اهم وظائفها عملية امتصاص الغذاء لتقوم بإمتصاص هذا البروتين والاستفادة منه، عكس ذلك هي البكتيريا الضارة والتي نطلق عليها بالبكتيريا المرضية والتي تعمل على افراز سموم معينة وتعمل على تخريش جدار الجهاز الهضمي مما يتسبب التهابات له وكذلك تعمل على المنافسة المعيشية والقضاء على البكتيريا النافعة المتواجدة في القناة الهضمية للطائر كما ذكرناه سالفا. للعلم أن الجهاز الهضمي للكائن الحي (الطائر) وفي حالته الطبيعية يحتوي على كلا النوعين من البكتيريا ولكن يحاول أخصائي التغذية العمل على ترجيح كفة الميزان بصالح البكتيريا النافعة على البكتريا الضارة أي تغليب الخير على الشر.....لماذا ..؟؟؟ وذلك بهدف توفير بيئة مسالمة تعطي الجهاز الهضمي الفرصة للنمو والترميم لأنسجتة وخملاتة بصورة طبيعية وهذا ما يطلق علية بمصطلح صحة القناة الهضمية (Gut Health) كون صحة هذا الجهاز الهضمي تعد مؤش مهم يعكس حالة وصحة الطائر مصداقا  للمثل الشعبي القائل المعدة بيت الداء (حتى فيما يخص صحة الجهاز الهضمي للإنسان فإن الأطباء يوصون باستهلاك البروبايوتيك على سبيل المثال لا الحصر بعيدا عن الأدوية الجاهزة التي تحتوي على البروبايويتك نلاحظ أن نصائح الأطباء بإستهلاك الألبان المدعمة بالبروبايوتيك لمن يعانون من مشاكل واضطرابات وسوء في الهضم (حليب اكتيفيا مثالا لذلك).

  خلاصة لما تم توضيحة فان إضافة هذه المعززات تقوم بالأدوار والوظائف السابق توضيحها لكي يتمكن الجهاز الهضمي من القيام بعملة من هضم وامتصاص على أكمل وجه وكذلك مدى أهمية وتأثير هذه المعززات على صحة وأداء الدواجن وضمان وصول منتجات للاستهلاك الآدمي ذات آمان وخالية من المضادات الحيوية.

ركز البحث الذي نشر خلال الأيام الماضية على دراسة مقارنة بين استخدام البروبايوتيك (Probiotic) والسنبايوتيك (Synbiotic) على إنتاج الدجاج اللاحم والذي عنونه الباحثين ب:

تأثير إضافة البروبايوتك والسنبيوتيك الى العليقة على الأداء الإنتاجي، البناء النسيجي للأمعاء الدقيقة، الإجهاد، البيئة  البكتيرية تحت ظروف التربية  المكثفة للدجاج اللاحم

حيث أشارت نتائج هذا البحث إلى أفضلية استخدام أو إضافة السنبايوتيك (خليط من البروبايوتيك والبريبايوتيك) على البروبايوتيك بدليل تفوق الدجاج المغذى على السنبايوتيك في جميع الصفات المدروسة كالأداء الإنتاجي والبناء النسيجي للأمعاء الدقيقة تحت ظروف الإجهاد والتربية المكثفة على الدجاج المغذى على عليقة مضاف اليها البروبايوتيك فقط. لذا ومن خلال نتائج هذا البحث وغيره من الدراسات البحثية حري بنا الاستفادة من معززات النمو في حقول ومزارع الدواجن حتى نتمكن من الحصولعلى نتائج أداء إنتاجي أمثل لقطاعننا.

للمزيد يمكنكم الإطلاع على البحث التالي. 
Reference:
Chayatid Kridtayopas, 2019. Effect of prebiotic and synbiotic supplementation in diet on growth performance, small intestinal morphology, stress, and bacterial population under high stocking density condition of broiler chickens. Poultry Science 0:1–11 http://dx.doi.org/10.3382/ps/pez152
للقراءة والأطلاع على المزيد 

------------------