أهمية الزراعة في النهوض بالاقتصاد اليمني..

  • محمد صالح حاتم.
  • نشر بتاريخ:13-04-2021
  • قراءات: 560




ارتبطت الزراعة ارتباطا ًوثيقا ًبحضارة وتاريخ اليمن منذ آلاف السنوات، فنشأت  الحضارة اليمنية معتمده على الزراعة،وقد تفنن الانسان اليمني في بناء السدود والصهاريج للأستفادة من السيول وحفظها لري الأراضي الزراعية، ويعتبر سد مأرب اقدم السدود التي عرفتها البشرية، والذي كان يروي حوالي (98000 كيلومتر )  من الأراضي الزراعية فحول ّالصحراء إلى جنة ٍخضراء.
ورغم تضاريس اليمن الجبلية والوعرة الا ّان الانسان اليمني استطاع ان يبني المدرجات الزراعية في الجبال المرتفعة وان يحولها الى اراضي زراعية خضراء، فأكل من خيراتها، فالزراعة ساعدت على استقرار الانسان اليمني.
ذكر الله سبحانه وتعالى أرض سبأ بقولة ( لقد كان لسباء ٍ في مسكنهم آية ٌ  جنتان عن يمنين ٍ وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له  بلدة ٌ طيبة ٌ ورب ٌ غفور ) وهي دلالة واضحة على أن ارض سبأ أرض زراعية وان دولة سبأ قامت ونشأت معتمده في اقتصادها على الزرعة.
فكانت ارض سبأ تجود بانواع الحبوب والفواكه، وكانت الرحلات التجارية التي تذهب من اليمن الى بلاد الشام  محملة بالمنتجات الزراعية الى جانب البخور واللبان.
وظلت الممالك والدول اليمنية القديمة معتمده على الزراعة في بناء اقتصادها، وفي التاريخ الحديث كان الانسان اليمني يعشق ارضه فيفلحها ويحرثها ويعتني بها فتجود عليه بكلما لّذ وطاب،  الا أن القطاع الزراعي تعرض خلل العقود الماضية للاهمال والتدمير مما جعل هذا القطاع يتراجع عن القيام بدوره  الاساسي في دعم  الاقتصاد اليمني.

ويلعب قطاع الزراعة دورا ً حيويا ًفي دعم الأمن الغذائي ومكافحة الفقر، حيث يوفر حوالي 25%من الاستهلاك الغذائي في البلاد، ويساهم بحوالي 20% من الناتج المحلي ويشغل حوالي 50% من إجمالي قوة العمل حسب بيانات رسمية.

وحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2019م
تبلغ المساحة الكلية( 1609484)هكتار، والمساحة الصالحة للزراعة (1452438) هكتار، والمساحة المحصولية ( 1124846).

ونظرا ً لما تمتاز به اليمن من تنوع في مناخها وتعدد تضاريسها وهو ماجعل هذا التنوع والتعدد واحد من المقومات التي مكنت  اليمن من انتاج شتى انواع المحاصيل الزراعية على مدار العام وبجوده عاليه ومذاق فريد.
فاليمن تشتهر بزراعة جميع انواع الحبوب والقمح وبأصنافها المختلفة (شعير، قمح، ذرة رفيعة، ذرة شامية، دخن)، وتوجد مناطق زراعية  شاسعة تزرع الحبوب ومنها الجوف والتي تشتهر بأنتاج اجود انواع القمح وبكميات كبيرة تقول إحدى الدراسات أنه لو تم زراعة الجوف بالقمح لأكتفاء اليمن ذاتيا ً، وفي القيعان الواسعة في  محافظة ذمار وعمران، ووديان تهامه ومأرب وحضرموت وشبوه وغيرها، وبلغت المساحة المزروعة بالحبوب خلال العام 2019م ( 528078)هكتار وبلغت كمية الانتاج (456714)طن  وهي كمية انتاج قليلة جداً نظرا لما يستورده اليمن والذي بلغت حوالي ثلاثة مليون طن بقيمة تقدر بأكثر من سبعمائة الف دولار.
واليمن تجود بشتى انواع الفواكة مثل (المانجو، والتفاح، والرمان، والبرتقال، والعنب، والموز، والفرسك، واليوسفي، وغيرها)، حيث بلغت المساحة المزروعة بالفواكه عام 2019م
( 92002) هكتار، وكمية الانتاج (953674)طن.
وتشتهر اليمن بزراعة البن على مر العصور، والذي ارتبط اسم ميناء المخاء بالبن (موكا كافي)،ويُعد ّالبن من اهم المحاصيل النقدية التي تزرع في اليمن وتبلغ المساحة المزروعة بالبن حوالي (34981) هكتار، وبلغت كمية الانتاج (20812)طن.
ومن ضمن المحاصيل النقدية اللوز اليمني الشهير والقطن والسمسم.
والأرض اليمنية تزرع جميع انواع الخضار وبكميات كبيرة بلغت في عام 2019م 888610طن،وهي تغطي الاستهلاك المحلي.

ويبقى القطاع الزراعي قطاعا ً واعدا ً ومستداما ًللنهوض بالاقتصاد اليمني، والذي يحتاج إلى اعداد الاستراتيجيات للنهوض بهذا القطاع ليؤدي دورة كما كان في تاريخ اليمن القديم،لتعود اليمن سعيده كما كانت قديما ً.


مجلة رؤى العدد الثالث.
------------------